news-details
عقيدتي

الدكتور زغلول النجار لـ "عقيدتي" عقب فوزه بجائزة دبي

حصل المفكر الإسلامي والداعية بأسلوب علمي فريد الدكتور زغلول النجار على جائزة الشخصية الإسلامية الأولى لجهوده العلمية في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة . ويعد الدكتور زغلول النجار من العلماء الذين شاركوا في قوافل "عقيدتي" التي جابت محافظات الجمهورية والتقى بالجماهير في مراكز الشباب واللقاءات العامة بعد أن كانت لقاءاته قاصرة على المحاضرات الأكاديمية أو الحلقات التليفزيونية في البرنامج الشهير "نور على نور" للإعلامي الإسلامي الراحل أحمد فراج رحمه الله . وكانت "عقيدتي" أول من نقلت إليه التهنئة عقب فوزه مباشرة ولهذا اختصها بهذا اللقاء السريع عقب عودته لمصر بساعات حيث علم بالخبر وهو في رحاب الأراضي المقدسة يؤدي العمرة مع زوجته . ماذا تعني هذه الجائزة العالمية من وجهة نظركم؟ هي رمز للتكريم الذي يشحذ الهمم ويساعد على الاستمرار في المجاهدة من أجل تقديم فهم عصري لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الجائزة سنة حميدة أتمنى أن يستن بها باقي حكام العالمين العربي والإسلامي حتى نتمكن من الدفاع عن هذا الدين باللغة التي يفهمها أهل عصرنا وهي لغة العلم لأن عالمنا العربي والإسلامي أصيب بمرض غريب هو مرض الانفصام بين الدراسات الدينية والدراسات المكتسبة والأصل في المعرفة الإسلامية التكامل فلا يمكن لمسلم أن يشغله اختصاصه الذي مَنَّ الله عليه به عن معرفة دينه إذا كان من المختصين في مجال العلوم البحثية و التطبيقية أو في مجال الدراسات الإنسانية كما لا يمكن لعلماء الشريعة أن ينعزلوا عن المعطيات الكلية للعلوم حتى يتمكنوا من مخاطبة الناس باللغة التي يفهمونها وكانت الحضارة الإسلامية تتميز بهذا الجمع بين المعارف ولكن حينما تعلم الغرب المنهجية العلمية من الحضارة الإسلامية بدأت معركة بين العلماء والكنيسة تم فيها حرق وقتل العلماء لأن الكنيسة كانت تحاول أن تفرض عليهم عددا من الرؤى البدائية عن خلق الكون والحياة والإنسان كما جاءت في العهد القديم وحينما اصطدمت نتائج البحوث العلمية مع رؤية الكنيسة بدأ الصراع الذي انتهى بهزيمة الكنيسة وانتصار العلم . ولكن العلم في الإسلام مختلف عن مفهوم العلم الذي تبناه الغرب أليس كذلك؟ العلم في الإسلام يشمل علوم الدين والدنيا معا ً ولا تناقض بينهما بل إنهما متكاملان أما العلم في الغرب فقد أخذ منحنى ماديا بحتا خاليا تماما من أي ومضة من ومضات الدين أو أي اهتمام بالقضايا الغيبية أو الأخلاقية أو السلوكية مما أوصل العلم إلى الحضيض الذي يعيش فيه اليوم نتيجة لتقدم علمي تقني مذهل في العالم الغربي رافقه انحصار ديني وأخلاقي ليست له سابقة في تاريخ البشرية وفى نفس الوقت سعى الغرب إلى إسقاط دولة الخلافة الإسلامية وإلى تفتيت العالم الإسلامي إلى أكثر من 57 دولة ودويلة وخطط لتخلف أمتنا تخلفا علميا وتقنيا وتجسدت مأساة العالم في هذا الموقف الذي يتلخص في أن أصحاب الغلبة المادية ليس لهم دين ولا ضوابط أخلاقية تمنعهم من التعدي على الآخرين وأصبح العالم الإسلامي ممزق وهزيل ومتخلف في عالم التكتلات الذي نعيشه ولكن بيده النور الوحيد الذي يمكن أن يرد الإنسان إلى صوابه وما أحوج العالمين اليوم كل منهما إلى الآخر . ماذا تعنى الجائزة لمن هاجموكم أو تطاولوا على اجتهاداتكم في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ؟ هذه الجائزة هي صفعة قوية على وجوه الذين تطاولوا على منهجية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ولعل هذه الجائزة تفيقهم من غفلتهم وتوضح لهم قيمة الاهتمام بهذه القضية لأني كما ذكرت كثيرا أن القرآن الكريم نزل لنا لنفهمه والآيات الكونية في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – لا يمكن أن تفهم في إطار اللغة وحدها بل لابد من إضافة البعد العلمي حتى نفهم دلالة هذه الآيات فهما صحيحا ويثبت منها سبق القرآن الكريم بالإشارة إلى عدد هائل من حقائق الكون التي لم تكن معروفة في زمن الوحي ولا لقرون طويلة بعد زمن الوحي حيث لم يصل علم الإنسان إليها إلا في القرنين التاسع عشر والعشرين ولا يمكن لعاقل أن يتخيل مصدرا لهذا الحق قبل 1400 سنة غير الله الخالق فإذا أثبتنا ذلك بمنهجية علمية صحيحة كان فيها ما يقنع أهل عصرنا باللغة الوحيدة التي يفهمونها وهى لغة العلم بأن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بل هو كلام الله الخالق ويثبت لهم صدق نبوة خاتم الأنبياء . والخلاف بيننا وبين غيرنا يتمحور اليوم حول هاتين القضيتين لأن غير المسلمين لا يؤمنون بالوحي ولا بالقرآن فإذا استطعنا أن نثبت لهم ذلك حيدنا هذه الكراهية التي تغرسها شياطين الأرض في نفوس وقلوب الناس ليشوهوا صورة الإسلام والمسلمين ويفرغونهم من إمكانية أي نهضة أو وحدة إسلامية وهى قضية العصر . ما هي الجوائز التي سبق وأن حصلتم عليها ؟ بفضل الله أنا أحصل على الجوائز منذ الصغر حيث كنت أول القطر المصري في جائزة مسابقة التوجيهية عام 1951م ثم جائزة مصطفى بركة لعلوم الأرض من جامعة القاهرة عام 1955م وكنت أول الحاصلين عليها ومنحة وبسون للأبحاث فيما بعد الدكتوراه من جامعة ويلز ببريطانيا عام 1963م وجائزة أفضل البحوث المقدمة لمؤتمر البترول العربي عام 1970م و 1975م وجائزة أفضل البحوث المقدمة لمؤتمر عالمي عقد في جنيف عام 1967م وفى روما 1970م وجائزة رئيس جمهورية السودان التقديرية العام الماضي ونوط الجدارة للعلوم والفنون والآداب وكرمتني السودان على أعلى مستوى . وهذا التكريم لم يأت من فراغ وإنما لمؤلفاتك وجهودك العلمية فما هي بإيجاز ؟ بفضل الله تعالى لي 150 بحثا منشورا و 25 كتابا في العلوم و 42 في الإسلاميات و قضايا الأمة و 225 مقالا صفحة كاملة بالأهرام وأتمنى أن يوفقني الله لإنشاء وقفية إسلامية لرعاية الباحثين في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .