news-details
ملفات هامة

فيديو ومقال : رأي الدكتور/ زغلول النجار في الفيروس التاجي (أو فيروس كورونا  COVID -19 )

الفيروس التاجي (أو فيروس كورونا) COVID -19))

بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب محمد النجار

هذا الفيروس ظهر لأول مرة في مقاطعة "خوبى" الصينية ومركزها مدينة "ووهان" في جنوب شرقي جمهورية الصين وذلك في 31 ديسمبر 2019 م، ثم بدأ هذا الفيروس في الانتشار حتى عم الكرة الأرضية بالكامل  في أقل من أربعة شهور، وأصبح وباءً حقيقيًّا، بل جائحة أصابت بالمرض أكثر من مليوني إنسان، وأدت إلى وفاة (أكثر من 150ألف) من البشر حتى 18/4/2020م. 

قام الصينيون بعزل مدينة "ووهان"عزلًا كاملًا وحاولوا علاج المصابين بعدد من مضادات الالتهاب وباستخدام هيدروكسي كلوروكوين، (Hydroxychloroquine) والأفرومايسين، وبالخلايا الجذعية، وبالإبر الصينية، إلا أن هذا الوباء لم يكتشف له علاج ناجع حتى الآن.

 -1 ما هو الفيروس؟:

الفيروس هو مركب كيميائي معقد من الأحماض الأمينية (RNA ،DNA  ) التي تكتب بها الشيفرة الوراثية في أجساد الكائنات الحية، والفيروس ليس كائنا حيا، ولكنه ينشط بتكرار ذاته بسرعة فائقة إذا نفذ إلى داخل إحدى الخلايا الحية (نباتية كانت أو حيوانية أو بشرية)، والأحماض الأمينية المكونة لهذا الفيروس محاطة بغشاء من المواد السكرية التي تمنع الجهاز المناعي للإنسان من التعرف عليه ومقاومته مما يسهل عليه التسلل إلى الرئتين، ثم إلى القلب.

وفيروس كورونا واحد من خمسة آلاف فيروس عرفها الإنسان من بين مليارات الفيروسات التي تنتشر في مختلف بيئات الأرض، والفيروس يصيب ابتداءً عددًا من الحيوانات مثل الخنازير والخفافيش ثم ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، ثم من الإنسان إلى نظيره الإنسان.

-2من أعراض فيروس كورونا ما يلي:

الحمى (ارتفاع درجة الحرارة مع الصداع الشديد)، السعال الجاف، جفاف الحلق وآلامه، احتقان الأنف، الرشح، الشعور بضيق التنفس، الإسهال، الشعور بالإرهاق.

 -3من أخطار فيروس كورونا:

هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة يتسبب في التهاب الشعب الهوائية، وهو التهاب معدي، ويتكاثر الفيروس  في الجهاز التنفسي للإنسان بصفة خاصة فيصيبه بالتليُّف ثم ينتقل إلى القلب ويعمل على توقف الدورة الدموية.

وقد بدأ انتشار هذا الوباء في مدينة يوهان التي يوجد بها أشهر مختبرات البحث العلمي في مجال الفيروسات، و هذه المختبرات هي مشروع صيني/أمريكي/ أوروبي مشترك، أقيم سنة 2000م لدراسة الفيروسات في عدد من الأحافير الحيوانية والبشرية التي سبق اكتشافها في هذه المنطقة بأعداد كبيرة.

 -4 كيف يمكن مقاومة انتشار فيروس كورونا؟

لا تظهر أعراض هذا المرض فور الإصابة بالفيروس لأن فترة حضانته تمتد من يوم واحد إلى (14) يومًا، بمتوسط (5) أيام، وحتى بعد تمام الشفاء لابد من بقاء المتعافي في معزل لأسبوعين على الأقل.

 وتعتبر النظافة (الطهارة) في كل شيء ( البدن، الملابس، المأكل، المشرب) مع  البعد عن مصادر العدوى، والعزل الكامل للمصابين وللمشتبه في إصابتهم بهذا الفيروس هي من أهم وسائل مقاومة انتشاره، وذلك لأن تركيب هذا الفيروس يسمح له بالانتقال بالملامسة، وله قدرة فائقة على التناسخ بمجرد وصوله إلى داخل الخلية الحيّة، وهذا قد يؤدي إلى ظهور طفرات للفيروس يصعب تتبعها بالعلاج المناسب، ومن هنا كانت ضرورة الحجر الصحي.

هذا الفيروس يهاجم جهاز المناعة في جسم الإنسان حتى يضعفه، ثم يهاجم كلًّا من جهازه التنفسي وقلبه حتى يقضي عليه، ومن ثم فإن من أيسر وسائل مقاومته هو تقوية الجهاز المناعي في جسم المصاب.

هذا الفيروس الذي تقف جميع شركات ومصانع الأدوية والأمصال  العالمية  اليوم عاجزة عن مقاومته يبدو أن من الأسباب الرئيسة لانتشاره هو عدم الالتزام بالطهارة في البدن والملابس والمأكل والمشرب و السلوك، فمعظم غير المسلمين خاصة في دول شرقي آسيا يأكلون كل حي من الفئران، والثعابين إلى كل من الخفافيش والكلاب والقطط وغير ذلك، من هنا كانت الطهارة كما حددها  الإسلام هي من أفضل وسائل مقاومة انتشار هذا الوباء، ومن ذلك ما يلي:

- حرّم ربنا (تبارك وتعالى) أكل الخبائث من الأطعمة، وشرب الضار من الأشربة، فحرم شرب كل مسكِر كالخمور، كما حرّم أكل كلٍّ من الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أُهل لغير الله به، وحرّم كل ما هو غير ذلك من الخبائث والنجاسات، وجعل الطهارة في كل أمر من أمور المسلم شرطًا من شروط قبول عباداته لله، ونهى رسولنا صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، كما نهى عن لحوم الحمر الأهلية، وعن لحوم الجلالة وألبانها، وحذر (صلى الله عليه وسلم) من تغيير نمط الغذاء الذي فطر الله تعالى عليه الحيوانات المباح أكل لحومها، وقد تسببت مخالفة ذلك في ظهور مرض جنون البقر الذي أدى إلى إعدام أكثر من(26000) رأس بقري في غرب أوروبا في السنوات الخمس من (1986-1991 م). 

شاهد أيضاً رأي فضيلة الدكتور في فيروس كوفيد19:

ومن وسائل تطهير البدن في الإسلام ما يلي:

- الوضوء خمس مرات في اليوم والليلة.

- الغسل الكامل مرة واحدة على الأقل كل أسبوع، وكلما حدثت الجنابة، وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم :  "حقُّ الله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام، يغسل رأسه و جسده"(رواه مسلم.(

- الالتزام بسنن الفطرة والتي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف: 

"عشرٌ من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم (عقد الأصابع)، ونتف الإبط، وحلق العانة ، وانتفاص الماء (الاستنجاء)..." وقال الراوي: ونسيت العاشرة ، إلا أن تكون المضمضة.

وفي رواية عند الإمام أبي داود ذكر "الختان."

وبهذا الحرص على طهارة الإنسان: جسدًا ، وطعامًا، و شرابًا، و ثياباًو مكانًا يمكن أن يصان الإنسان من أخطار بلايين الكائنات الضارة المنتشرة من حوله (وذلك من مثل الفيروسات، الميكروبات، البكتيريا، الفطريات، الطفيليات، الديدان والحشرات).

وعلى سبيل المثال -لا الحصر- يقدّر عدد البكتيريا والفطريات على الأجزاء المكشوفة من جلد الإنسان ما بين عشرة آلاف ومائة ألف على كل سنتيمتر مربع، ويتضاعف هذا الرقم إلى أضعاف كثيرة في الأماكن المغطاة من جسمه.

كذلك يهتم الإسلام بنظافة البيئة ومنها المسكن، والطرقات وبانعكاس ذلك على صحة الإنسان، وفي ذلك يقول الله (تعالى): (..إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222).

  ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله طيب يحب الطيب، نظيفٌ يجب النظافة، كريمٌ يحب الكرم، جوادٌ يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود" (الترمذي). 

كذلك اهتم الإسلام بطهارة كل من الآنية والطرقات، وفي ذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتنفس الإنسان في الإناء أو ينفخ فيه (أبو داود) كذلك نهى عن الشرب من فِيّ السقاء (البخاري). 

وكان صلى الله عليه وسلم إذا عطس غطى وجهه الشريف بيده، وغض بها صوته (الترمذي) كما قال : "أمط الأذى عن الطريق فإنه لك صدقة " (الإمام أحمد). 

وقال : "غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء" (مسلم).

ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اقتناء الكلاب إلا لضرورة فقال: "ان الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب" وقال صلى الله عليه وسلم : "من اتخذ كلبًا إلا كلب ماشية، أو صيد أو زرع، انتقص من أجره كل يوم قيراط".

وقال صلى الله عليه وسلم : "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه كلب أن يغسله سبع مرات، أولاهن بالترب"، (مسلم). 

وقال صلى الله عليه وسلم : "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، 

والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"، (مسلم).

الأمر بالتداوي الطبى الصحيح:

 كذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي حتى لا يترك الإنسان جسده نهبُا للمرض، فيهلك بعد أن يكون قد عدى غيره من الناس، وفي الحث على ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى أنزل الداء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بحرام"، (مسلم وأبو داود). 

وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله (تعالى) لم يجعل شفاءكم فيما حرم" (البخاري)، 

- وقال صلى الله عليه وسلم : "العيافة والطيرة والطرق من الجبت"، والعيافة هي كتابة الأحجبة والتمائم، والطيرة هي التشاؤم، والطرق هو الزجر للطيور، فإذا تيامنت استبشر بها، وإذا تياسرت كان ذلك سببًا في التشاؤم، والجبت هو الطاغوت والشرك بالله.

- كذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي بعدد من الأشفية فقال صلى الله عليه وسلم : "في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام"، والسام هو الموت (والحبة السوداء هي حبة البركة، الكمون الأسود أو الهندي، القزحة، الشونيز أو رزازة.(

- كما نصح صلى الله عليه وسلم باستخدام كل من السنا والسنوت (والسنا هو نبات صحراوي عشبي من الفصيلة البقولية أو القرنية، والسنوت هو من النباتات العشبية الحولية)، عسل النحل، القسط البحري (أو العود الهندي) وبالحجامة فقال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام (الموت)".

- وقال صلى الله عليه وسلم: "إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لزغة بنار، وما أحب أن أكتوى".

- وقال صلى الله عليه وسلم: "إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري".

- وقال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالعود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية...". 

وانطلاقًا من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قام كل من الدكتور أحمد القاضي (رحمه الله) والدكتور أسامة قنديل (جزاه الله خيرًا) بسلسلة من التجارب على الحبة السوداء، فأثبتا أنها تقوي جهاز المناعة في جسم الإنسان وذلك بتكثير الليمفاويات التائية T8 Cells)، T4)  بشكل ملحوظ، ثم قاما بتصنيع كبسولات تتركب من كل من الحبة السوداء والثوم وعسل النحل بنسب محسوبة وسموها باسم  "كونيجار":

Conigar = Combined Nigella Sativa & Garlic))

واستخدماها في علاج أمراض نقص المناعة المكتسبة بنجاح كبير، ويمكن تكرار ذلك للتخفيف من وطأة فيروس كورونا حتى يتم اكتشاف علاج له. 

 كذلك أمر رسول الله بالحجر الصحي في حالات الأوبئة فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارًا منه" (الشيخان).

وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يوردن ممرض على مصح" (النسائي).

وقال صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح، وهو الكلمة الحسنة".

وهذه الأحاديث النبوية الشريفة (وأمثالها كثير) يفهم منها ثبوت العدوى من المريض إلى السليم إذا خالطه في حالات الأوبئة، وإن كان ذلك لا يتم إلا بإرادة الله (تعالى) القائل: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا...) (التوبة: 51).

وأن العدوى تنتقل بالمخالطة مع المرضى، ومن هنا كانت ضرورة العزل في الحالات الحرجة، وفي تلك الحالات يجب عزل المرضى عزلًا كاملًا حتى يبرأوا من المرض بالكامل لقول الحق تبارك وتعالى:(..وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ...) (البقرة  195).

وهذه الأحاديث النبوية الشريفة تنهى عن التشاؤم وعن كل أفكار الجاهلية، وتأمر بالتفاؤل والاستبشار بالخير، واليقين بأن كل ما يحدث في هذا الوجود يتم بقضاء الله وقدره، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر" (البخاري)، فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال صلى الله عليه وسلم : "ذلك القدر، فما أعدى الأول؟"، ومعنى ذلك أنه لا عدوى إلا بأمر الله (سبحانه وتعالى) ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "خلق الله كل نفس وكتب حياتها ورزقها ومصائبها" (الترمذي).

وفي التأكيد على ضرورة الحجر الصحي مع الإيمان الكامل بأنه لا عدوى إلا بأمر الله نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم اختلاط الأصحاء بالمرضى، وقد منح الإسلام لمن التزم بالحجر الصحي ثواب الشهيد إذا مات متمسكًا بدينه، وجعل عقوبة المتهرب منه كعقوبة الفارِّ من الزحف.

وفي مجلة نيوزويك الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ 9/4/2020م، جاء  مقال عن"فيروس كورونا " للكاتب  الدكتور كريج كونسيدين(Dr. Craig Considine)  الأستاذ بجامعة Rice الأمريكية ذكر فيه عددًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعية إلى الالتزام بالطهارة في كل شيء، وبالالتزام بالحجر الصحي في حال انتشار الأمراض المعدية، وبضرورة التداوي من جميع الأمراض، مستغربًا ورود ذلك من قبل ألف وثلاثمائة سنة.وفى هذا المقال ربط الكاتب بين العقيدة  الصحيحة والمنطق السوي، والاستهداء بالدين، مع أخذ جميع الاحتياطات اللازمة لسلامة واستقرار مصالح المجتمع.

هل فيروس كورونا – 19 قضاء إلهي أم هو عمل تخريبي خرج عن الطوق؟ 

أجمع الدارسون لهذا الوباء على الجمع بين السببين، فهو غضب من الله تعالى على أهل زماننا الذي كثرت فيه المؤامرات والمظالم والفساد، وعمت الفواحش والمنكرات دون أي تغير أو تنكر، فابتلاهم الله تعالى بهذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة، والذي انتشر في الأرض انتشار النار في الهشيم، فأصاب أكثر من مليوني فرد في أقل من أربعة شهور، وقضى على أكثر من مائة ألف إنسان، وأوقف عجلة الإنتاج، وكاد أن يصيب اقتصاد العالم بالدمار مع ما جلب من القحط والجدب والفقر وضيق المعيشة، وخوف الناس وفزعهم، واحتجازهم في بيوتهم أو في الحجر الصحي.

فغالبية أهل الأرض اليوم إما يقع في زمرة الملاحدة الرافضين للدين، أو زمرة المشركين الضالين التائهين، مع وجود أقلية مضطهدة من المسلمين، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث" (الشيخان)، وقد كثر الخبث في زماننا الراهن بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ! 

والمقصود بالخبث هو الفسوق والفجور، والمجاهرة بالمعاصي في غير حياء ولا خجل، وكثرة المظالم والقهر والإذلال، والابتزاز و الاستغلال لأشراف العباد، وساد حثالات الناس وأسافلهم، ومد الله تعالى لهم الآجال ليتوبوا.. دون صحوة!! ففاجأهم بأبسط جنده الذي أوقف حركة أهل الأرض جميعًا في زمن لا يكاد أن يدرك، فيرتبك جميع المتجبرين المتعالين على الخلق قبل الضعفاء المستغلين، وذلك في أكبر الدول استعلاءً في الأرض وإفسادًا!!

أما في ديار المسلمين، فقد انبهرت الغالبية الساحقة منهم بالتقدم المادي للغرب فشايعوه، ونسوا تراجعه الديني والأخلاقي والسلوكي فقلدوه، وجعلوا من أنفسهم جنودًا له في محاربة كل صحوة إسلامية راشدة، حتى ملأوا السجون والمعتقلات بمئات الآلاف من صفوة أبنائهم وبناتهم وشيوخهم وعلمائهم حتى خربت ديارهم، وجاء غضب الله بحرمانهم من الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، ومن صلوات الجمعة والجماعة، ومن سماع الأذان والإقامة...!!

ويتعاظم غضب الله تعالى من الموقف المتخاذل لغالبية الحكومات في العالمين العربي والإسلامي من صفقة القرن القاضية بتسليم القدس الشريف والمسجد الأقصى للصهاينة المعتدين، تمهيدًا لتسليم كافة الأراضي الفلسطينية.

والصمت المطبق على ظلم المسلمين في كل مكان من الأرض، خاصة في كل من الصين، والهند، وبورما، وفي غالبية الدول العربية والمسلمة وهو ما يغضب ربنا ويستوجب نزول عقابه، وصدق الله القائل: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام: 43).

وفي نفس الوقت هناك إشارات كثيرة إلى تآمر الدول الصناعية التي غرها تفوقها العلمي والتقني، والاقتصادي والعسكري بمحاولة إفناء الآخرين، ومن هذه الإشارات ما يلي: 

1- شهادة الطبيب الفرنسي د. لووك مونتابييه أحد مكتشفي فيروس الإيدز، والحائز على جائزة نوبل في الطب والذي قال: أن فيروس كورونا الجديد نجم عن محاولة الصينيين إنتاج لقاح ضد فيروس الإيدز، ولكن الأمور خرجت عن السيطرة.

2- تصريح جريدة "واشنطن تايمز" الأمريكية بأن تفشي وباء كورونا عمل متعمد، وأن معهد ووهان لعلم الفيروسات هو الذي كان يطور هذا السلاح الحيوي الجديد، ولكن الأمور خرجت عن السيطرة.

3- تنبؤ "الدكتور دي فاوتشي" منذ فترة طويلة عن ظهور وباء فجائي في عهد ترامب.

4- تصريح جريدة "الديلي ميل" البريطانية بأن مصادر روسية أشارت إلى مسئولية الولايات المتحدة الأمريكية عن تفشي وباء كورونا في الصين.

5- ما جاء في كتاب "ساعتنا الأخيرة" للفلكي البريطاني مارين ريس الذي صدر سنة 2003م Our Last Hour، By Martin Reese وجاء فيه: "أن الإرهاب البيولوجي سيقتل مليون إنسان عام 2020م"، وجاء في هذا الكتاب أيضًا ما ترجمته: "إن أهم الأخطار التي تهدد البشرية هي: إرهاب نووي، وفيروسات مميتة معدلة وراثيًّا، وانفلات أجهزة من صنع الإنسان، أو هندسة وراثية تغير من طبيعة البشر!!" ويضيف الكاتب: "كل هذا يتم بتدبير من أشرار، أو نتيجة خطأ بشري، غير أن العام 2020م سيكون عام الخطأ البيولوجي الذي يتسبب في موت مليون إنسان!!!"ويعجب قارئ هذا الكلام من أين لمؤلفه هذه المعلومات إن لم تكن هناك مؤامرة تدبر فصولها بليل منذ سنوات عديدة!! 

6- تحت عنوان "هدف النخبة من هستيريا كورونا" جرى حوار في "مركز دراسات الواقع والتاريخ" مع الكاتب البريطاني ديفيد ايك David Icke الذي قال ما ترجمته: "إن بيل جيتس وعصابته خططوا لتطعيم البشرية من أجل القضاء على نسبة كبيرة من البشر الذين يملأون الأرض اليوم، كما خططوا للتعقب الإلكتروني لمن يختارون من الأفراد، وأن بيل جيتس اشترك في عملية محاكاة لانتشار فيروس كورونا قبل ستة أسابيع من ظهور هذا الوباء!! 

7- هناك رأي بأن شركات إنتاج الأدوية واللقاحات الطبية لها دور في هندسة هذه الأزمة، وإن كان ذلك لم يثبت بعد.

8- تم نشر سلسلة من الأفلام المرعبة بعنوان "ملحمة عقيدة القاتل"" Assassin’s Creed Odyssey"  وفيها من الجرائم ضد الإنسانية ما تقشعر له الأبدان!! 

9- هناك كتابات عديدة عن فزع المسئولين الغربيين من تزايد نسب كبار السن في مجتمعاتهم، وتضخم حجم معاشاتهم، وارتفعت دعاوى من مثل التضحية بكبار السن من أجل الاقتصاد.

10- ما جاء في كتابات العديد من الكتاب الغربيين المعاصرين عن حتمية الصراع مع العالم الإسلامي، وذلك من مثل ما يلي:

- كتاب صراع الحضارات" للكاتب اليهودي الأمريكي صموئيل هنتجدون عام 2001م The Clash of Civilizations، By Samuel Huntingdon "

- كتاب "نهاية التاريخ" للكاتب المتأمرك فرانسيس فوكوياما عام 1992م The End of History and the last man، By Francis Fokoyama

- كتاب "ساعتنا الأخيرة" للفلكي البريطاني مارتن ريس عام 2003م Our last Hour، By Martin Reese

 

11- قيام مجموعة حلف شمال الأطلسي بتدريباتها العسكرية السنوية لمدة عشرة أيام ابتداءً من 27/3/2020م على الرغم من انشغال العالم كله بأزمة فيروس كورونا.

12- أن مدينة "ووهان" الصينية تضم مركزًا لبحوث الفيروسات تشترك فيه مع الصين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى.

13- أن كبار رجال المال في العالم من أمثال عائلة روتشيلد، وروكفلر وبيل غيتس الذي حضر محاكاة لانتشار الفيروس قبل ستة أسابيع من ظهور هذا الوباء، ويضاف إلى هؤلاء ما نشرته الدكتورة زينب عبد العزيز مؤخرًا عن "مؤسسة مدينة لندن" التي تمثل دولة داخل بريطانيا وتضم 550 بنكًا، ونصف سماسرة العالم، وحوالي 80% من الأموال الاستثمارية، ويرأسها أحد أفراد عائلة روتشيلد وهي مؤسسة سرية تمتلك احتكارات عديدة وبها المقر الرئيس لحركة الماسونية الدولية، والاتحاد المالي العالمي، وينضم إلى هذا الكيان الاقتصادي كيان عسكري ينطلق من واشنطن، وآخر ديني ينطلق من الفاتيكان. وهذا التجمع الشيطاني يخطط لحكومة عالمية ونظام عالمي جديد فيما بعد أزمة كورونا.

14- وفي عالم لا يؤمن بالله يريد أصحاب رؤوس الأموال أن يسحبوا المال من أيدي الناس بالكامل على مراحل.. كان آخرها المرحلة الحالية (تبادل البضائع يدًا بيد، ثم عملات الذهب والفضة ثم العملة الورقية، دفاتر الشيكات، كروت الائتمان، البصمة الصوتية، ...إلخ).

15- أن أصحاب مصانع الأدوية والأمصال الذين يطمعون في بيع منتجاتهم بمئات المليارات من الدولارات، وأن يجعلوا التطعيم بأمصالهم من شروط الحركة في هذه الحياة في كل اتجاه.لا يستبعدون من هذه المؤامرة.

وفي عالم فقد الصلة بالله، ونسي الموت والبعث والحساب والجزاء، والعرض الأكبر أمام الله، ثم الخلود في حياة قادمة إما في النار وإما في الجنة .. كعالمنا المعاصر يتوقع منه كل ذلك وأكثر!

الخلاصة:

يبدو – والله تعالى أعلى وأعلم – أن الانتشار الفجائي لهذا الفيروس الذي أصبح يهدد العالم بأسره هو في الأصل عمل في إنتاج الأسلحة البيولوجية خرج عن حدود السيطرة، ويؤكد ذلك اختيار مقاطعة خوبي الصينية بالذات، ومدينة ووهان أهم مدنها لإنشاء مختبرات صينية – أمريكية – أوروبية مشتركة منذ عام 2000م، وذلك لدراسة الفيروسات كسلاح بيولوجي مدمر... والسبب في اختيار تلك المنطقة لإقامة هذا المشروع الشيطاني أن منطقة خوبي غنية ببقايا الحيوانات والإنسان على هيئة الأحافير المحتفظة بفيروساتها القديمة.

وكان الهدف من البحث العلمي هو استخراج تلك الفيروسات القديمة في دراسة علمية قد يكون الدافع الحقيقي لها هو استخدام تلك الفيروسات كسلاح حيوي/ بيولوجي مدمر، ولكن يبدو أن الأمر قد خرج عن حدود السيطرة.!!

وهذا التصور لا يخرج الأمر عن تقدير الله تعالى لأن البشرية اليوم قد تمردت – في غالبيتها الساحقة – على أوامر ربها.

فالدول الصناعية الكبرى اغترت بانتصاراتها العلمية والتقنية، وبمخزونها المتنامي من أسلحة الدمار الشامل الذي تهدد به غيرها من الدول، وتبتز ثرواتها وتستذلها، والدول المتخلفة علمًّيا وتقنيًّا - ومن جملتها الدول الإسلامية – انبهرت بالتقدم المادي في الدول الصناعية فدارت في فلكها، ونسيت أوامر ربها، وقامت بقهر كل صوت إسلامي صادق فوق أرضها، وملأت بدعاة الإسلام غياهب السجون والمعتقلات، وأذاقتهم أشد صنوف التعذيب بلا رحمة، فأرسل الله تعالى على أهل الأرض جميعًا هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة ليذيقهم شيئًا من عذاب الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى.. 

ومن أمثال الحالة الأولى، نختار تجبر كل من الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، والصين والهند وبورما على المسلمين، ونخص من ذلك بالذات تجبر الحكومة الصينية على مسلمي تركستان الشرقية (الإيجور) ومحاولة سلخهم عن دينهم الإسلام بمختلف وسائل الإفساد أو التعذيب بالسجن والقهر والتشريد، وتجبر حكومة الهند على مواطنيها المسلمين وعلى أهل كشمير بصفة خاصة، ومحاولة طردهم من الأراضي الهندية، وتجبر حكومة بورما على مسلمي الروهنجا، وطردهم إلى بنجلادش...

ومن أمثال الحالة الثانية، نرى محاربة المد الإسلامي في غالبية الدول العربية والإسلامية، بأيدي المدسوسين من عملاء الغرب، الذين ساموا شعوبهم من ألوان العذاب ما تعجز الألسنة عن وصفه!! وتكفي في ذلك الإشارة إلى مئات الآلاف من المسجونين السياسيين بلا محاكمة لعشرات السنين من الرجال والنساء والأطفال، والذين لا يتمتعون بأية حقوق على الإطلاق، بل يسامون أبشع ما لا يمكن تصوره من صنوف التعذيب والإذلال والقهر، بما لا يمكن للعقل السليم أن يتصوره، وهم صفوة الصفوة من شعوبهم!!

لذلك أخرج ربنا تبارك وتعالى هذا الفيروس عن حدود السيطرة، وهو تعالى القائل: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (يوسف: 21).