الأرض من حولنا تفور وتمور ، وتخرج عجائب قدرة الخالق جل وعلا ، والكون يتمدد ويتشظى ، والإنسان يعتريه الهلع والذعر . فقبل أقل من عام اجتاح " تسونامي " دول جنوب شرق آسيا ، حتى وصل إلى شرق أفريقيا ، مخلفا وراءه مئات الآلاف من القتلى ، وعشرات الملايين من المصابين والجرحى . وفي هذه الأيام اجتاح " كاترينا " ومن بعدها " ريتا " ولاية أورليانز بأمريكا ، حيث تحولت المدينة إلى بقايا أشباح ، وفشلت التكنولوجيا أن تتنبأ بالأعاصير والزلازل والبراكين . ومنذ مدة – ليست بالطويلة – تثور علامات التعجب ، وأسئلة القلق ، بشأن هذه الكوارث الطبيعية ، وهل هي عقاب من السماء ، أم أنها من صنع الطبيعة ، وإفراز لما جنت يد الإنسان على مصادرها ، وأصابت ودمرت وشوهت ؟!! وثار جدل كبير بين علماء الطبيعة والتجريب العلمانيين ، من جهة ، وبين أنصار التفسير العلمي لما يحدث في الكون المستند للإعجاز القرآني من جهة أخرى . وفي هذه المقابلة .. نطرح تساؤلاتنا حول " كاترينا " و " ريتا " ، بل حول نشأة الزلازل والأعاصير والبراكين من الزاوية العلمية ، ولماذا تحدث في بعض المناطق ، ولا تظهر في المناطق الأخرى ؟! وهل هناك سبب لكثرة الكوارث الطبيعية ، وغيرها من صنع البشر ؟! وهل للتقدم التقني دور في ذلك ، خاصة التجارب النووية والتلوث البيئي ؟! يجيب عن كل ذلك .. العالم الكبير الدكتور/ زغلول النجار – الخبير المعروف في علوم الأرض ، والمتخصص في الإعجاز القرآني العلمي في حوار يتسم بالموضوعية وكثرة المعلومات ، وتحديد أعراض ومسببات هذه الظواهر القاتلة . بسبب الفساد .. مستقبل الكرة الأرضية في خطر ماذا لو كان الزلزال في منطقة مفاعلات نووية ؟ - ثلثا الولايات المتحدة على شفا الانهيار ، بسبب بركان مهول لم ينفجر منذ أن ثار قبل عشرين عاما . - الأعاصير نتيجة للتلوث البيئي ، واختراق طبقة الأوزون ، والاحتباس الحراري. التلوث البيئي بداية .. اسمح لنا أن يكون سؤالنا الأول عن : التفسير العلمي لحدوث الكوارث (الأعاصير ، والبراكين ، والزلازل) ، وهل ثمة تضاد مع الدين في ذلك ؟ لابد من التأكيد على حقيقة ومعلومة مهمة جداً ، وهي أننا نعيش ونحيا على كرة من الصخر ، ويتكدس حول الأرض غلاف من الغازات ، حوالي 20 كم نطاق مداره ومناخه ، وهو عبارة عن غازات النيتروجين والأرجون وثاني أكسيد الكربون . ولتركيب هذه الغازات وتفاعلها ، حكمة بالغة ؛ لأنه لو حدث وأن اختل التناسب والتوازن بينها لاستحالت الحياة على الأرض . ولابد أيضا أن نؤكد على أن الهواء إذا زادت سرعته أصبح مدمرا جدا . لكن السبب الحقيقي لنشأة هذه الكوارث هو التلوث البيئي الناتج عن تلويث الإنسان للبيئة من حوله . وتقول المعلومات العلمية الموثقة : إن 75% من التلوث ناتج عن الدول الصناعية الكبرى . أما عن نشأة الأعاصير فإن التلوث البيئي الذي صنعه الإنسان واقترفه ؛ أدى إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون من حولنا ، وتضاعفها إلى عشر مرات ، مما أدى إلى الاحتباس الحراري . والنتيجة زيادة درجة الحرارة حول الأرض ، الأمر الذي أدى إلى تحريك العواصف التي نشهدها الآن . إلا أن حزام الأعاصير يكمن – أساسا – في المنطقة المدارية ، أي حول خط الاستواء بعشرين درجة جنوباً وشمالاً ، وهي أكثر المناطق حرارة وسخونة ، حيث يبدأ الماء بتسخين الهواء ، ويتخلل ذلك تيارات هوائية تدور حول منطقة الضغط المنخفض ، وتحدث دوامة عاتية ، وتتكون سحب ، وأمطار غزيرة ، ورعد ، وبرق ، وبرد ، ويتكثف البخار ، وتنطلق منه طاقة بقوة 320 كم/ساعة ، ويصبح إعصارا ، أو أقل ، فيكون عاصفة ! وبالنسبة لإعصار " تسونامي " ، فهو واقع في المنطقة المدارية ، والحزام المداري ، وتكون بنفس الطريقة التي ذكرناها سابقا ، وكذلك " كاترينا " و" ريتا " . وفي هذه الأعاصير الثلاثة ، كان الاتجاه من الشرق إلى الغرب .