(وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) [الفجر: 9] – ج1
من أسرار القرآن
مقالات جريدة الأهرام المصرية
بقلم الأستاذ الدكتور: زغلول راغب النجار
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في خواتيم الثلث الأول من سورة "الفجر"، وهي سورة مكية، وآياتها ثلاثون (30) بعد البسملة، وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بالقسم بالفجر (وقتًا وصلاةً).
ويدور المحور الرئيس للسورة حول عدد من ركائز العقيدة الإسلامية، شأنها في ذلك شأن كل السور المكية، مع الإشارة إلى بعض من صور العقاب الذي نال عددا من كفار ومشركي الأمم السابقة، واستعراض عدد من طبائع النفس الإنسانية في كل من حالات الرخاء والشدة، واستنكار عدد من أمراض تلك النفس، وتوضيح أن الابتلاء بالخير والشر هو من سنن الله في عباده المكلفين.
هذا، وقد سبق لنا استعراض سورة "الفجر"، وتلخيص ما جاء فيها من ركائز العقيدة والعبادة، والإشارات العلمية والتاريخية، ونركز هنا على ومضة الإعجاز التاريخي في قول ربنا -تبارك وتعالى-: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ).
من الإعجاز التاريخي في ذكر اسم "ثمود" في الآية الكريمة:
لم يرد ذكر لقوم " ثمود"، ولا لنبيهم صالح –عليه السلام– في أي من "العهدين القديم أوالجديد"، ولا في أي من كتب التاريخ، وكذلك الأمر بالنسبة لأسلافهم قوم "عاد" ونبيهم هود –عليه السلام– بينما جاء ذكرهم في هذه الآية الكريمة، وفي أربع وعشرين آية قرآنية أخرى، بمجموع ست وعشرين (26) مرة، في خمس وعشرين (25) آية وإحدى وعشرين (21) سورة على النحو التالي:
}[الأعراف: 73]،[التوبة: 70]،[هود: 61، 68، 95]،[الشعراء: 141]،[النمل: 45]،[العنكبوت: 38]،[ص: 13]،[غافر: 31]،[فصلت: 13، 17]،[ق: 12]،[الذاريات: 43]،[النجم: 51]،[القمر: 23]،[الحاقة: 4، 5]،[البروج: 18]،[الفجر: 9]،[الشمس: 11]{.
كذلك جاء اسم نبي الله صالح –عليه السلام– عشر مرات في القرآن الكريم على النحو التالي: }[الأعراف: 73، 75، 77]،[هود: 61، 62، 66، 89]،[الشعراء: 142][النمل: 45] {وكل ذلك من الحقائق التاريخية التي تشهد للقرآن الكريم بالصدق، وبأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية.
وتؤكد هذه الآيات أن قوم "ثمود" سكنوا منطقة "الحِجر" وما حولها؛ ولذلك سماهم القرآن الكريم باسم "أصحاب الحِجر"، وأنزل سورة باسم سورة "الحِجر"، وأكدت الآيات أنهم كذَّبوا رسالات ربهم، وجاءت بالعديد من أوصافهم وصور عقابهم وإفنائهم،وفي ذلك يقول ربنا -تبارك وتعالى-: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[الحجر: 80: 84].
وتؤكد الآيات القرآنية كذلك أن قوم "ثمود" جاؤوا بعد هلاك قوم عاد، وهم قوم نبي الله هود -عليه السلام- والذين أهلكهم الله –تعالى– بكفرهم بعد هلاك الكافرين من قوم نبي الله نوح –على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- وفي ذلك يقول القرآن الكريم:
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)[الأعراف: 73: 76].
وثبت أنه كان بين آدم ونوح –عليهما السلام– عشرة قرون كانوا كلهم على الإسلام القائم على التوحيد الخالص لله –تعالى– كما أخبر بذلك ابن عباس –رضي الله عنهما– فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس أنه قال: "كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام، ثم اجتالت الشياطين قوم نوح وأغرتهم بعبادة الأوثان والأصنام"كما أخبر ابن عباس كذلك بأن "الأوثان التي كانت في قوم نوح صارت في العرب من بعدُ، وهي أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا في مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتفسخ العلم عُبدت" (صحيح البخاري).
وكانت وثنية المشركين من قوم نوح أول وثنية في تاريخ البشرية كلها، وأسست للانحراف العقائدي بعبادة الأصنام والأوثان، ولرد هؤلاء المشركين إلى التوحيد الخالص لله –تعالى– بعث ربنا –تبارك وتعالى– عبده ونبيه نوحا –عليه السلام– لهداية هؤلاء الضالين من قومه، ولبث يدعوهم إلى توحيد الله الخالق –سبحانه وتعالى– ألف سنة إلا خمسين عامًا فما آمن معه إلا قليل؛ ولذلك أرسل الله –تعالى– عليهم الطوفان فأغرقهم، ونجَّى نوحا والذين آمنوا معه، وكان من ذرية هؤلاء الناجين قوم "عاد" الذين سكنوا منطقة الأحقاف في أقصى الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، والذين كانوا على التوحيد الخالص لله –تعالى-، ثم اجتالتهم الشياطين فأشركوا بالله –تعالى-، وعبدوا الأصنام والأوثان، فبعث الله –تعالى– إليهم عبده ونبيه "هودا" –عليه السلام- ليصحح لهم دينهم بردِّهم إلى التوحيد الخالص لله الخالق البارئ المصور، فما آمن معه إلا قليل، وكذلك عاقبهم الله –سبحانه وتعالى– بأن أرسل عليهم ريحا صرصرا عاتية (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا)فأبادهم، ونجَّى الله بقدرته نبيه "هودا" والذين آمنوا معه، فلجؤوا إلى بيته الحرام في مكة المكرمة.
وكان من ذرية هؤلاء الناجين من قوم "عاد" مَن سكن منطقة "الحِجر" في أقصى الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية، على الطريق القديم المؤدي من مدينة رسول الله –صلى الله عليه وسلم– إلى مدينة "تبوك" في إقليم "العلا"، وكوَّنوُا قبيلة "ثمود" التي عاشت على التوحيد فترة، ثم اجتالتهم الشياطين فأشركوا بالله –تعالى– وعبدوا الأصنام والأوثان فبعث الله –تعالى– فيهم نبيه "صالحا" –عليه السلام– يدعوهم إلى التوحيد الخالص لله –تعالى– فكذبوه، وأنكروا نبوته، وقاوموا دعوته، ثم طلبوا منه آية تشهد له بالنبوة، فأرسل الله –تعالى-إليهم آية "الناقة" كما طلبوها، وفي ذلك يقول القرآن الكريم على لسان نبيهم:(... يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[الأعراف: 73].
وذكَّرهم نبيهم "صالح" –عليه السلام– بنعم الله –تعالى- عليهم، وفي ذلك تقول الآيات:
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتُتْرَكُونَ فِيمَا هَا هُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء: 141: 159].
وهكذا ظلت البشرية –وستظل– يعتورها الإيمان والكفر، والتوحيد والشرك حتى قيام الساعة، والآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة تربط بين قومي "عاد" و"ثمود"، وتؤكد أن "ثمود" هم خلفاء "عاد"،وجاء ذلك في سور:["الأعراف"، "التوبة"، "إبراهيم"، "الفرقان"، "ص"، "ق"، "النجم"، و"الفجر"]؛ ولذلك فكثيرا ما يطلق على قوم "ثمود" اسم "عاد ثانية"؛ ليبقى اسم "عاد الأولى" خاصا بقوم نبي الله "هود" عليه السلام.
كذلك تؤكد أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أن الذين نجوا مع نبي الله "صالح" –عليه السلام– لجؤوا إلى مكة المكرمة، وأنه كان من ذراريهم قبيلة ثقيف التي سكنت منطقة الطائف، فعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما– أنه قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم– حين خرجنا معه إلى الطائف، فمررنا بقبر، فقال: "إن هذا قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف، وكان من ثمود، وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غُصْن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه". فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن (سنن أبى داود).
وتفصيل القرآن الكريم لكل من قصتي "عاد" و"ثمود" يعتبر وجها من أوجه الإعجاز التاريخي في كتاب الله، خاصة مع إغفال كل من "العهدين القديم والجديد" وكتب التاريخ لهاتين الأمتين إغفالا تاما، مع ذكر أمم أسبق منهما تاريخا، كالفراعنة الذين أقاموا حضارة وادي النيل (من 5000 ق.م. إلى 300 م.)، وكل من السوماريين، والأكاديين، والبابليين، والآشوريين، والكلدانيين الذين أقاموا حضارات ما بين النهرين (من4000 ق.م. إلى 500 ق.م.) وذكر حضارات مزامنة لهما كالحضارتين الهندية والصينية القديمتين (2500 ق.م. إلى 250 ق.م.) ومع ذكر كل الحضارات التالية لهما بشيء من التفصيل.
وهذا الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم يجسده وجود "مدائن صالح" في منطقة "الحجر" قائمة على هيئة العديد من القصور، والبيوت، ودواوين الدولة، والمقابر المنحوته في صخور جوانب وادي القرى، وفي كتل صخرية هائلة جلبت إلى بطن الوادي تماما كما وصف القرآن الكريم، مما يؤكد أن هؤلاء القوم كانوا عمالقة جبارين، ابتلاهم الله –تعالى- ببسطة في الجسم، وسعة في الرزق، فأصابهم ذلك بشيء من الاستعلاء في الأرض، فكانوا يقطعون قطعا ضخمة من الصخور ويأتون بها إلى بطن الوادي لنحتها وتشكيلها على هيئة القصور، والدواوين، والبيوت، التي تشكل بعضها من أكثر من طابقين، بالبوابات، والدرج الخارجي والداخلي، والمداخل، والنوافذ، والشرفات، والأعمدة المنقوشة بالزخارف المتقنة الصنع إلى درجة مذهلة، كذلك قاموا بنحت كل ذلك في الجبال المحيطة بوادي القرى من جانبيه تماما كما وصف القرآن الكريم.
وفي سنة 1975م تم اكتشاف آثار لمدينة قديمة في شمال غربي سوريا باسم مدينة (إبلا = Ebla)، وتم تحديد تاريخها بحوالي 4500 سنة مضت، وفي بقايا مكتبة قصر الحكم في هذه المدينة القديمة وُجدت مجموعة كبيرة من الألواح الصلصالية (حوالي 15.000 لوح) ووُجد أن هذه الألواح تحمل كتابات بإحدى اللغات القديمة التي تمت معرفة مفاتيحها، وبالتالي تمت قراءة الكتابات المدونة على تلك الألواح.
وفي عددها الصادر بتاريخ ديسمبر 1978م نشرت المجلة الجغرافية (National Geographic Magazine vol. 154, no.6, p. 731-759) مقالا بعنوان: "Ebla: Splendour of an unknown Empire" لكاتب باسم هوارد لافاى (Howard La Fay)، وفي هذا المقال جاءت الإشارة إلى أن من الأسماء التي وُجدت على ألواح مدينة "إبلا" الاسم "إرم" على أنه اسم لمدينة غير معروفة جاء ذكرها في السورة رقم 89 من القرآن الكريم.
وفي سنة1979م صدر كتاب بعنوان"Ebla – A Revelation in Archaeology"للمؤلفين (C. Bermant& M. Wetzman) وجاء في الكتاب أن من الاكتشافات في ألواح "إبلا" أسماء ثلاثة هي: شاموتو أو "ثمود"، "عاد"، و"إرم" وذكر الكاتبان أن هذه الأسماء الثلاثة ذكرت في السورة رقم 89 من القرآن الكريم، وأشارا إلى أن الاسم "ثمود"-وهو اسم إحدى القبائل العربية- وُجدت إشارة له في آثار الملك الآشوري سارجون الثاني في القرن الثامن قبل الميلاد (722: 705 ق.م.).
كل ذلك يشير إلى المعجزة التاريخية للقرآن الكريم في ذكر تفاصيل قصة قوم "ثمود" الذين عاشوا من قبل 4500 سنة، ولم يكن أحد من الخلق يعلم شيئا عنهم قبل بعثة المصطفى –صلى الله عليه وسلم-، وفي المقال القادم إن شاء الله سنكمل جوانب الإعجاز العلمي والتاريخي في قول ربنا –تبارك وتعالى-: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ).