news-details
الإعجاز التربوي

(أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ)[البلد: 8: 11]  - ج2

(أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ)[البلد: 8: 11]  - ج2

من أسرار القرآن

مقالات جريدة الأهرام المصرية

بقلم الأستاذ الدكتور: زغلول راغب النجار

       هذه الآيات القرآنية الأربع جاءت في منتصف سورة "البلد" وهي سورة مكية، وآياتها عشرون بعد البسملة، وقد سميت بهذا الاسم لورود القسم في مطلعها بالبلد الحرام، مكة المكرمة وهي أم القرى.

       ‏ويدور المحور الرئيس للسورة حول عدد من ركائز العقيدة الإسلامية، كما يعالج شيئا من طبائع النفس البشرية، ووسائل نجاتها في الدنيا والآخرة.

       هذا، وقد سبق لنا استعراض سورة "البلد" وما جاء فيها من ركائز العقيدة الإسلامية، ومن الإشارات العلمية، ونركز هنا على ومضة الإعجاز العلمي في خلق كل من العينين واللسان والشفتين للإنسان، وفي تبيان كل من طريقي الخير والشر له‏.‏


من الدلالات العلمية للآيات الكريمة:
أولا‏:‏ في قوله -تعالى-:"أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ":
       تعتبر عينا الإنسان نافذة يطل من خلالهما على العالم، وقد جعلهما الله -سبحانه وتعالى- في مقدمة الرأس؛ حتى ترى كل منهما الجسم المرئي الواحد بقدر واحد، ويقوم المخ بتجميع هاتين الصورتين في هيئة معتدلة ثلاثية الأبعاد، أي مجسمة؛ حتى يستطيع صاحب العينين إدراك المرئيات بأبعادها الحقيقية، ولولا ذلك لرآها مسطحة في بعدين فقط كما تراها بعض الحيوانات والطيور‏.‏
       وتركيب عين الإنسان أمر معجز للغاية؛ ولذلك يعتب ربنا -تبارك وتعالى- على الكفار والمشركين جحدهم لهذه النعمة العظيمة، ومقابلتها بالكفر أو بالشرك، بدلا من مقابلتها بالشكر لله على نعمائه، والخضوع لأوامره بالطاعة التي أوجبها على كل منا‏.‏
       وعين الإنسان عبارة عن جسم كروي يعرف باسم مقلة العين ‏(EyeBall)‏ له جدار مكون من ثلاث طبقات على النحو التالي‏:‏‏
(‏أ‏)‏ الطبقة الخارجية‏:‏
       وتتكون من جزأين متداخلين: أحدهما أمامي، شفاف، يعرف باسم القرنية‏(Cornea)‏ ويشكل خمس جدار العين، والأربعة أخماس الأخرى تكون الجزء الخلفي منه، ويعرف باسم الصلبة‏(Sclera).

       ‏وتتكون القرنية من مجموعة من الألياف الشفافة المرتبة في خمس طبقات، تحتوي كل منها على شرائح بلورية متناهية في الدقة، يبلغ عددها خمسين شريحة في المتوسط، وهي متراكبة فوق بعضها البعض بترتيب يسمح بانكسار الأشعة الواصلة إلى العين من الجسم المرئي‏.‏والقرنية مزودة بأعصاب حساسة خاصة للألم، مما يجعلها جهاز دفاع أولي للعينين، فعند إحساس أعصاب الألم بالقرنية بأي مؤثر فإن ذلك يعقبه احتقان في شبكة الأوعية الدموية بالملتحمة مع سرعة إفراز الدموع التي تخفف من أثر الإصابة، هذا بالإضافة إلى أن سلامة واكتمال سطح القرنية الغشائي يقف حائلا دون وصول أغلب الجراثيم إلى داخل العين‏.‏

       أما الجزء الخلفي من الجدار الخارجي للعين فيعرف باسم الصلبة‏(Sclera)، وهو جسم معتم، ويحمل الشبكية على سطحه الداخلي، كما يخترقه العصب البصري الواصل إلى المخ‏.‏

(‏ب‏)‏ الطبقة المتوسطة‏:
‏       وتتكون أساسا من الأوعية الدموية التي تحمل الغذاء إلى العين، وتفرز سوائلها، وتحافظ على اتزان ضغطها، وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء على النحو التالي‏:‏‏
(1)‏ جزء أمامي يسمي باسم قزحية العين‏(Iris)‏ وهي عبارة عن قرص مستدير به ثقب يدخل منه شعاع الضوء القادم من الجسم المرئي، ويعرف هذا الثقب باسم حدقة أو بؤبؤ العين‏(EyePupil).‏ 

       وترتبط القزحية بعدد من الأعصاب، والعضلات القطرية والدائرية التي تتحكم في حجم الحدقة ضيقا وسعة حتى يزداد مجال الرؤية وضوحا، وتحتوي القزحية على عدد من الصبغيات التي تتحكم في لون العينين‏.‏

       ويقع بين كل من القرنية والقزحية الجسم البلوري على هيئة سائل يبلغ حجمه‏(1,25)‏ سم‏3‏، يعمل على تقليل سرعة تحرك الأشعة الضوئية، ويزيد من شدة انكسارها، وينتقل هذا السائل عبر‏30 قنينة‏(‏قنينة دقيقة‏)‏ و12 وريد مائي دقيق جدا، وذلك عبر فتحة الحدقة؛ ليبقي على رطوبة العين وسلامتها‏.‏‏
(2)‏ جزء متوسط يعرف باسم الجسم الهدبي‏(CiliaryBody)‏ ويقوم بإفراز السائل المائي للعين، ويحتوي على العديد من الأهداب والأوعية الدموية والأعصاب، ويرتبط بعدد من العضلات التي تنقبض وتنبسط لتتكيف العين مع النظر إلى الأشياء القريبة والبعيدة على حد سواء‏.‏‏
(3)‏ جزء خلفي يعرف باسم المشيمية‏(Choroid)‏ يبطن الصلبة ويحتوي على العديد من الأوعية الدموية، بالإضافة إلى عدد من الخلايا الملونة‏.‏

(‏ج‏)‏ الطبقة الداخلية‏:‏ 

وتتكون من كل من‏:‏‏
(1)‏ عدسة العين‏(EyeLens):‏ وهي عبارة عن عدسة شفافة، مرنة، تقع خلف القرنية، وتقوم بتجميع الأشعة الضوئية المنعكسة من الأجسام المرئية؛ من أجل إسقاطها على شبكية العين لينقلها العصب البصري إلى المخ فيتعرف عليها‏.‏ وترتبط عدسة العين بسبعين مجموعة من الألياف العضلية، لا يزيد سمك الواحدة منها على ‏22 ميكرون، ويبلغ عددها‏14000 ليف عضلي، تنقبض وتنبسط من أجل تشكيل العدسة بما يتناسب مع الرؤية البعيدة والقريبة‏،‏ ويحيط بالعدسة من الأمام السائل البلوري المعروف باسم‏(Aqueoushumour)، ومن الخلف السائل البلوري الزجاجي ‏(Vitreoushumour)‏ وهو سائل هلامي يفصل العدسة عن الشبكية ويساعد على تقليل سرعة الأشعة بما يسمح للعين البشرية بالرؤية‏.‏ وتقوم كل من القرنية والعدسة بتجميع أشعة الضوء المنعكسة من الأجسام المرئية لتكوين صورة مقلوبة لها على الشبكية‏.‏‏
(2)‏ شبكية العين‏(Retina):‏ وهي عبارة عن جسم شفاف على الرغم من تكونه من عشر طبقات، تحوي حوالي‏137 مليون خلية حساسة للضوء في مساحة لا تزيد على ‏650‏ مم‏2،‏ منها‏130 مليون خلية عصوية(‏RetinalRodCells) لرؤية اللونين الأبيض والأسود، وسبعة ملايين من الخلايا المخروطية‏(Retinalconecells)‏ لرؤية بقية الألوان والأشعة الساطعة، وتتركز في وسط الشبكية، وتحتوي الشبكية على العديد من النهايات العصبية الحساسة التي تتجمع لتكون العصب البصري‏(OpticNerve)‏ الذي يتكون وحده من حوالي مليون ليف عصبي‏(NerveFibre).‏
       وتقوم عضلات العين بأكثر من مائة ألف حركة في اليوم لضبط الرؤية، بما يساوي تحريك عضلات الساقين لمسافة‏80 كم سيرا على الأقدام‏.‏ ومقلة العين تتحرك في جميع الاتجاهات بواسطة ست عضلات دقيقة جدا، مرتبطة بأعصاب قادمة من المخ، وتتعاون العضلات مع بعضها في العين الواحدة ومع عضلات العين الأخرى في تناسق عجيب للغاية‏.‏

       وإذا أضفنا إلى ذلك دور كل من الغشاء الدهني خلف المقلة، والجفون، والرموش، والجهاز الدمعي، ومحجر العينين‏(Eyeorbit)، وإحاطة الأنسجة الوقائية والجيوب الأنفية بهما، وتطور خلق العينين في مراحل الجنين البشري - يتضح لنا أن بناء العينين جاء على قدر من الإبداع والدقة والإحكام، يشهد للخالق -سبحانه وتعالى- بالألوهية، والربوبية، والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه؛ لأن هذا البناء البديع لا يمكن أن يكون نتاج العشوائية أو الصدفة، ومن هنا جاء عتاب ربنا للكفار والمشركين من عباده أنهم لم يقدروا نعمة العينين،وبدونهما لا يمكن للحياة أن تكون كاملة أبدا فقال -عز من قائل-‏:‏(أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ) [البلد‏:8].

ثانيا‏:‏ في قوله‏:‏ "وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ":
       اللسان في فم الإنسان هو أحد المكونات الأساسية للنطق بالإضافة إلى الحنجرة، والأوتار الصوتية، والشفتين، والأسنان، والرئتين، ويقوم المخ بتحريك كل هذه الأطراف، وتنظيم حركاتها أثناء الكلام حتى تخرج الحروف والألفاظ جلية واضحة‏.

       ‏واللسان هو أيضا وسيلة التذوق لدى الإنسان، وذلك بواسطة العديد من النتوءات المنتشرةعلى كل من سطحه وجوانبه، وتسمى باسم الحليمات اللسانية، وهي ذات أشكال متعددة؛ منها الحليمات الكمئية‏ (‏أي التي تشبه فطر الكمأة‏)، والكأسية، والخيطية‏.‏ والأولى منها تتوزع في ثنايا الحليمات الخطية على شكل عقد، وتتركز كل في المنطقة الوسطي من ظهر اللسان وعلى جانبيه، وتحمل في طياتها براعم التذوق‏.‏
       ويوجد على كل برعم من براعم التذوق حواليمن ‏50 إلى‏70 خلية قادرة على الإحساس بطعم كل مايؤكل أو يشرب، ومنها مايستقبل الطعوم الحلوة وتتركز في الطرف الأمامي من اللسان، ومايستقبل الطعوم المالحة وتتركز في السطح العلوي للسان وتتوزع عليه بشكل متوازن، ومايستقبل الطعوم المرة، وتتركز في الجزء الخلفي من اللسان، ومايستقبل الطعوم الحامضية، وتتوزع على جانبي اللسان‏.‏

       أما القسم السفلي من اللسان بدءا من قمته إلى أسفل الفم فلا توجد فيه حليمات، وتغطيه طبقة مخاطية ملساء وتتركز فيه معظم العروق التي تغذي اللسان؛ ولذلك يبدو لونه قرمزيا‏.

       ‏ويتراوح عمر خلايا التذوق بين‏7 و‏10 أيام، ومايموت منها بسبب الإفراط في أكل الأطعمة الحارة والحامضية يخلق بدلا منه من رؤوس الأعصاب الذوقية على الفور‏.‏
       أما الحليمات الخيطية فدورها الرئيس هو تحريك الطعام في الفم وتقليبه أثناء مضغه وبلعه نظرا لخشونتها، أما الحليمات الكأسية فتوجد في النصف الخلفي من قاعدة اللسان، وتأخذ في توزيعها شكل الرقم‏7، ويصل عددها إلى ‏13 حليمة، وهذه أيضا تحمل براعم للتذوق‏.

       ‏واللسان هو أيضا مقياس من مقاييس صحة بدن الإنسان، حيث يمكن للونه أن يعبر عن الإصابة بعدد من الأمراض، من مثل الحميات التي تؤدي إلى بياض لون اللسان، والإصابة بالفطريات التي تؤدي إلى اسوداد لونه، ويأخذ اللسان اللون البني الغامق عند الإصابة بمرض التيفوئيد، ويتحول اللسان إلى الحالة الملساء عند الإصابة بفقر الدم أو نقص الحديد في الجسم‏.‏
       ويتألف اللسان من سبع عشرة عضلة متشعبة في مساحته بالكامل‏(‏ثماني عضلات منها مزدوجة، وعضلة واحدة منفردة‏)‏ ويتخلل هذه العضلات ويحيط بها عدد من الخلايا والأنسجة المتخصصة، من بينها الأنسجة الدهنية والليمفاوية، والغدد اللعابية التي تبقي اللسان رطبا باستمرار، ويغلف ذلك كله بغشاء مخاطي رقيق‏.‏ 

       وبناء على هذا التركيب المرن جدا يستطيع الإنسان تحريك لسانه في كل الاتجاهات بمرونة كبيرة، كما يستطيع تغيير شكل هذا اللسان وحجمه ووضعه بمرونة كبيرة كذلك‏.‏ وترتبط عضلات اللسانوأنسجتهفي الإنسان بفكه الأسفل بواسطة عظمة ذات رأسين، تحكم حركته ولا تعوقه‏.‏

       أما الشفتان اللتان يستكمل وجه الإنسان بهما جماله، وإحساسه، وقدرته على النطق فهما مليئتان بالأوعية الدموية التي تتفرع بغزارة في الأغشية المخاطية المكونة لهما؛ ولذلك يتميزان بالحمرة‏.‏ وهناك حزمة متمركزة من العضلات اللافة حول الشفتين، لتمثل واحدة من مجموع العضلات المعقدة والمحددة لتعبيرات الوجه‏.‏
       وتلعب الشفتان دورا مهما في النطق، فعند الكلام تجمع الحبال الصوتية في مكان واحد،وتهتز من جراء الهواء الخارج عند الزفير، كما يتحرك كل من اللسان والشفتين والأسنان‏.‏ وقد صمم الخالق -سبحانه وتعالى- كلا من الأنف والفم على أن يعطيا كافة المواصفات الخاصة بالصوت‏، وفي الوقت الذي تبدأ فيه الكلمات بالخروج من الفم بسلاسة، يأخذ اللسان وضعا بين الاقتراب والابتعاد من سقف الفم بمسافات محددة، وتتقلص الشفتان أو تتوسعان، وتتحرك في هذه العملية عضلات عديدة بشكل سريع حتى يتحقق النطق عند الإنسان‏.‏
       وقد أودع الخالق -سبحانه وتعالى- كل إنسان بصمة بشفتيه تميزه عن غيره، حيث لا يتفق فيها اثنان‏، ولا تقل هذه البصمة في شأنها ودقتها عن بصمة البنان، أو العين، أو الأذن، أو الصوت، أو الرائحة، أو البصمة الوراثية‏.‏ وتؤخذ بصمة الشفاه بواسطة جهاز خاص به حبر غير مرئي، ويضغط بالجهاز على شفتي الشخص بعد أن توضع عليهما ورقة من نوع حساس فتطبع عليها بصمة الشفتين‏.

       ‏ولولا هذا البناء المحكم للسان والشفتين ما استطاع الإنسان النطق على الإطلاق، ولا استطاع مضغ الطعام وهضمه هضما مبدئيا، وما تمكن من تذوق هذا الطعام والاستمتاع بتناوله‏.‏ 

       لذلك امتن ربنا -تبارك وتعالى- على عباده من بني آدم بخلق اللسان والشفتين، فقال‏:‏ ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين؟ عتابا للعبد الذي يتمتع بهذه النعم ولا يشكر واهبها، وهو موقف من مواقف الجحود والنكران يستحق العتاب بل يستحق العقاب‏.‏

ثالثا‏:‏ في قوله -تعالى-‏:‏ "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ":
       ومن معاني هاتين الآيتين الكريمتين أن الله -تعالى- الذي جعل للإنسان عينين على هذا القدر من دقة البناء، وإحكام الترابط والصلات ليعطيهما القدرة على الإبصار، وجعل له من أدوات النطق كلا من اللسان والشفتين، ثم أودع في ذات هذا المخلوق العاقل، الحر، المكلف القدرة على إدراك كل من الخير والشر ليختر أيهما يشاء أمره باقتحام العقبة، وذلك بمغالبة النفس وترويضها على الإيمان بالله -تعالى- وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والالتزام بأوامره، واجتناب نواهيه‏، وبفعل الخيرات وترك المنكرات، وهو سلوك الفائزين بجنات النعيم، وإن كان أغلب أهل الأرض اليوم غافلين عن هذا السلوك، وفي ذلك من التحليل الدقيق لطبائع النفس البشرية ما فيه‏؛ ولذلك قال -تعالى-معنفا، ومعاتبا، ومهددا كل كافر ومشرك وضال من بني آدم‏:‏(أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ).
       فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة القرآن، والحمد لله على بعثة خير الأنام سيدنا محمد بن عبد الله النبي القرشي العربي -صلى الله وسلم وبارك عليه وعلىآله وصحبه ومن تبع هديه ودعا بدعوته إلى يوم الدين- وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.