news-details
الإعجاز التربوي

(أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ)[البلد: 8: 11]  - ج1

(أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ* فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ)[البلد: 8: 11]  - ج1

من أسرار القرآن

مقالات جريدة الأهرام المصرية

بقلم الأستاذ الدكتور: زغلول راغب النجار 

       هذه الآيات القرآنية الأربع جاءت في منتصف سورة "البلد"، وهي سورة مكية، وآياتها عشرون بعد البسملة، وقد سميت بهذا الاسم لورود القسم في مطلعها بالبلد الحرام، مكة المكرمة، أم القرى، أشرف بقاع الأرض، وأحبها إلى الله -تعالى-، وهي موطن الكعبة المشرفة، بيت الله الحرام، أول بيت وضع للناس في الأرض، ومكة المكرمة هي مكان ميلاد كل من نبي الله إسماعيل، وحفيده خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين من ولد آدم سيدنا محمد بن عبدالله النبي العربي القرشي صلى الله عليه وسلم‏.‏ 

       ويؤكد القسم في مطلع هذه السورة المباركة أن الله -تعالى- قد زاد مكة المكرمة تشريفا، وتعظيما، وحرمة، بميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين، وبإقامته أغلب عمره الشريف على أرضها‏.‏

       ويدور المحور الرئيس للسورة حول عدد من ركائز العقيدة الإسلامية؛ ومنها حرمة مكة المكرمة، وعلو مقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند رب العالمين، كما يدور حول شيء من خلق الإنسان وطبائعه ووسائل نجاته في الدنيا والآخرة، ومصيره في كل منهما، والاستدلال بعدد من المعجزات في الخلق على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة، وعلى صدق كل ما جاء بالسورة المباركة من أخبار‏.

       ‏وتبدأ سورة "البلد" بتوجيه الخطاب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقول ربنا -تبارك وتعالى- له‏:‏(لَا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ*وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ*وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ*لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)[البلد‏:1‏: ‏4].‏
       ونفي القسم في اللغة العربية مبالغة في توكيده، علما بأن الله -تعالى- غني عن القسم لعباده، ولكن إذا جاءت الآية القرآنية الكريمة بصيغة القسم كان ذلك من قبيل التأكيد لنا -نحن معشر المسلمين- على أهمية كل من الأمر المقسم به، والمقسم عليه‏(‏أي جواب القسم‏)، وهو هنا‏ خلق الإنسان في كبد‏.‏ 

       ولفظة‏(‏كبد‏)‏ تحتمل معنيين‏:‏ أولهما الاستواء والاستقامة، إشارةً إلى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وثانيهما الشدة والمشقة؛ وذلك لأن حياة الإنسان على الأرض كلها شدائد ومشقات، أي مكابدة لا يزال يقاسيها من لحظة نفخ الروح فيه إلى لحظة نزعها منه، مرورا بحمله وولادته، ورضاعه وفطامه، وطفولته وصباه، وشبابه وفتوته، ثم كهولته وشيخوخته إن وصل إليها ولم يدركه الموت قبل بلوغها، ثم وفاته وقبره، ثم بعثه وحشره، وحسابه وجزائه، ثم خلوده إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏.‏ وهذا أقرب للمعنى؛ لأن أصل‏(‏الكبد‏)‏ الشدة والمشقة، وذلك من القول‏:(‏كبد‏)‏ الرجل‏(‏كبدا‏)‏ إذا مرض بكبده، والكبد هو الجهاز المنظم لأغلب العمليات الحيوية في جسم الإنسان، وفي مقدمتها استقبال نواتج هضم الغذاء،وتحويل سكر الجلوكوز إلى مركب الجلايكوجين الذي يختزن فيه إلى وقت الحاجة إليه، كما ينتج الكبد كلا من المادة الصفراء، والعديد من الفيتامينات، والمواد المعينة على تجلط الدم، وتقوم بتكسير الدهون، وبانتزاع الزائد من الأحماض الأمينية، وكل السموم، والمعطوب من الخلايا من الدم، ويحول ذلك إلى الكليتين لطرده إلى خارج الجسم مع البول‏؛ ولذلك فإن كبد الإنسان إذا مرضت أنهكته العلل المختلفة، ومن هنا استخدم الفعل‏(‏كبد كبدا‏)‏ للتعبير عن كل تعب ومشقة يمكن أن يمر بهما الإنسان، واشتقت منه‏(‏المكابدة‏)‏ لتصف كل معاناة للشدائد‏.

       ‏والآيات الأربع الأولى من سورة "البلد" جاءت في مقام التكريم والمواساة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما كان يعانيه من الكفار والمشركين من مختلف صنوف المعارضة والإيذاء، ولايزال ذلك مستمرا إلى يومنا الراهن‏.‏
       وتبدأ السورة المباركة بقول ربنا -تبارك وتعالى-‏:‏ "لا أقسم بهذا البلد"أي‏:‏ أقسم قسما مغلظا بهذا البلد الحرام‏(‏مكة المكرمة‏)‏ الذي أنشأ الله -تعالى- أرضه كأول جزء من اليابسة، وحرَّمه يوم خلق السماوات والأرض، ثم أرسل ملائكته لتبني عليه أول بيت وضع للناس، وتجعل حرمه مهبط الرحمات والبركات، وجعله حرما آمنا يجبي إليه ثمرات كل شيء‏؛ ولذلك أقسم ربنا -تبارك وتعالى- بمكة المكرمة تشريفا لها وتكريما وهو الغني عن القسم لعباده، وأتبع هذا الاستهلال بخطاب موجه إلى خاتم الأنبياء والمرسلين -صلى الله عليه وسلم- يقول له فيه‏:‏ "وأنت حل بهذا البلد"أي‏:‏ وأنت يا محمد ساكن بهذا البلد ومقيم فيه، فازداد بوجودك حرمة،وتكريما، وتشريفا، ومهابة، ورفعة، وبرا، وفي ذلك من التأكيد على مقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ربه ما فيه؛ لأن زيادة أشرف بقاع الأرض شرفا وأكثرها عند الله حرمة، شرفا وحرمة بوجوده -صلوات الله وسلامه عليه- فيها ما يؤكد ذلك ويدعمه، وبناء على ذلك كان -صلى الله عليه وسلم- الوحيد من بين جميع خلق الله الذي أُحلت له مكة المكرمة ساعة من نهار‏.‏

       ثم جاء القسم الثالث بقول ربنا -سبحانه وتعالى-‏:‏ "ووالد وما ولد"أي‏:‏ وأقسم بمعجزة إخراج هذا الكم الهائل من البشر من أب واحد وأم واحدة، وهي من أعظم معجزات الله -تعالى- في الخلق‏.‏ ثم يأتي جواب القسم: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ).
       ‏وبعد ذلك تنتقل الآيات إلى الحديث عن شيء من طبائع الإنسان إذا فقد إدراكه لرسالته في هذه الحياة‏:‏ عبدا لله، من المفروض أن يعبده بما أمر، ومستخلفا في الأرض من أجل عمارتها وإقامة شرع الله وعدله فيها، وإذا لم يدرك الإنسان ذلك فإنه يكفر بالله -تعالى- أو يشرك به، وينكر الآخرة، فيتحول إلى جبار في الأرض يطغيه ما يهبه ربه من قوة في البدن، ووفرة في الرزق، فيغتر بقوته وماله، ويدفعه ذلك إلى التجبر على من هم دونه من الخلق، وإلى جحود نعم الله -تعالى- عليه، والكفر بها‏.‏ 

       والآيات نزلت في واحد من كفار قريش كان اسمه أبو الأشد بن كلدة، ولكن يبقى حكمها عاما إلى قيام الساعة، وفي ذلك تقول الآيات بصيغة الاستفهام الإنكاري التوبيخي‏: (‏أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ*يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا*أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ)‏‏ [البلد‏:5‏: ‏7].
       أي‏:‏ أيظن هذا الكافر الجاحد أن قوته الجسدية قد غرته إلى الحد الذي تصور معه أنه لا يُغلب، وأين هذه القوة البشرية الهزيلة -مهما بلغت- أمام قدرة الله -تعالى-؟ وكان هذا الكافر -وأمثاله كثيرون في زمانه وفي كل عصر- يتشدق بالقول‏:‏ أهلكت مالا كثيرا في العداء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولدعوته الإسلامية القائمة على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، والمؤسسة على قاعدة راسخة من التوحيد الخالص لله -تعالى‏-، ‏وكان هذا الكافر الجاحد الفاجر يقول ذلك رياء وسمعة، وعبر عن الإنفاق بالإهلاك؛طغيانا وكبرا وإظهارا لعدم الاكتراث بالمال‏.‏ وترد الآيات عليه بسؤاله‏:‏ أيظن هذا المأفون أن الله -تعالى- الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور لم يحط بعداوته للحق ولم يره حين كان ينفق ماله لمحاربة رسول الله وللصد عن دعوته إلى الدين الحق؟والآيات تنطبق على إنسان لا يكاد يخلص من عناء الكد والكدح، ثم ينسى حاله لمجرد أن الله -تعالى- قد أعطاه شيئا من قوة البدن أو السعة في الرزق، فيطغى على غيره من الخلق ويبطش بهم، ويبالغ في سلبهم ونهب أموالهم، ويتمادى في فجوره وفسقه، كأنه لن يحاسب على عمله، ولن يستطيع أحد الوقوف في وجهه، وإذا دعي للمشاركة في أي عمل خيري أعرض ونأى بجانبه، قائلا‏:‏ حسبي ما أنفقت من قبل وبذلت، ناسيا أن الله -تعالى- مطلع عليه، ومحيط به وبأعماله وأقواله‏.

       ‏وتستمر الآيات في استعراض عدد من أنعم الله على عباده فتقول بصيغة الاستفهام التقريري للتذكير بتلك النعم‏:(‏أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [البلد: 8: 10].‏
       وهذه من النعم الظاهرة لله على كل عبد من عباده، يقرر كل كافر ومشرك وجاحد بها كي يشكره عليها، وفي كل منها من جوانب الإعجاز في الخلق ما يشهد للخالق -سبحانه وتعالى- بالألوهية، والربوبية، والوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه، فتقارع نوازع الكفر أو الشرك أو الجحود في عقل كل منكر للحقوقلبه‏،‏ خاصة أن الله -تعالى- قد بيَّن طريقي الخير والشر، والهدى والضلال لكل إنسان سوي في فطرته التي فطره الله عليها، وفي الهداية الربانية التي أنزلها على سلسلة طويلة من الأنبياء والمرسلين، والتي أكملها وأتمها، وحفظها في القرآن الكريم، وفي سنة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم‏.‏

ثم ضرب الله -تعالى- مثلا للناس من أجل دعوتهم لمجاهدة النفس، وهواها، ولسد مداخل الشيطان إليها، وذلك بفعل الخيرات، وترك المنكرات، مهما كلف ذلك من مشقة وتعب، وإنفاق للأموال والأوقات فقال -تعالى-: (فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ *فَكُّ رَقَبَةٍ *أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ *يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ *أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) [البلد‏:11‏: ‏16].‏
و‏(‏العقبة‏)‏ هي الطريق الوعر في الجبل، واستُعير هنا للأعمال الصالحة؛ لأنها تشق على النفس، و‏(‏اقتحامها‏)‏ معناه الدخول إليها بسرعة وشدة، ومن قبيل تعظيم هذا العمل من أجل تحبيب الناس فيه جاء السؤال التفخيمي التعظيمي‏:‏ "وما أدراك ما العقبة"ثم جاء بتفصيلها‏"فك رقبة‏"‏ أي‏:‏ عتق رقبة في سبيل الله‏، "أو إطعام في يوم ذي مسغبة‏"أي‏:‏ إطعام الفقير ذي القرابة، أو المسكين المعدم البائس في يوم ذي مسغبة، أي‏:‏ ذي مجاعة عصيبة مع التعب الشديد والإجهاد للجائعين، وهي حالة عادة ما يشق فيها على النفس إخراج المال في سبيل الله‏.

       ‏وتختتم سورة "البلد" بمزيد من وصف المقتحمين للعقبة بأنهم لابد أن يكونوا صادقي الإيمان بالله -تعالى-،متواصين فيما بينهم بالصبر على الطاعة، وبالرحمة والشفقة على الضعفاء والمساكين في مجتمعهم، وهؤلاء هم أهل اليمين في الآخرة، الذين يأخذون كتبهم بأيمانهم ويدخلون الجنة مع الفائزين، وفي مقابلة دقيقة تذكر السورة في ختامها الذين كذبوا نبوة الرسول الخاتم، وجحدوا رسالته الشريفة، وكذبوا بالقرآن الكريم بأنهم سيكونون في الآخرة ممن يأخذون كتبهم بشمائلهم، ويدعون إلى نار جهنم دعا، ثم تطبق عليهم وتغلق إغلاقا كاملا إلى أبد الآبدين، وفي ذلك تقول الآيات‏:‏(ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ *أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ *وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ *عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ) [البلد‏:17‏: ‏20].‏

من ركائز العقيدة في سورة "البلد":
‏(1)‏ الإيمان بحرمة مكة المكرمة، البلد الحرام، التي حرمها الله -تعالى- يوم خلق السماوات والأرض، وأمر ملائكته ببناء الكعبة المشرفة على أرضها؛ استعدادا لمقدم أبينا آدم -عليه السلام- الذي نزل بها بعد خلقه، ثم زارها كل أنبياء الله ورسله حجاجا ومعتمرين، وولد بها كل من نبي الله إسماعيل وحفيده خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏.‏‏
(2)‏ اليقين بشرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومنزلته الرفيعة عند رب العالمين، وقد جعل منه إمام الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق أجمعين‏.‏‏
(3)‏ التسليم بانتهاء نسب البشرية كلها إلى أب واحد، وأم واحدة‏.‏‏
(4)‏ التصديق بأن الإنسان خلق في كبد، أي في شدة ومشقة‏.‏‏
(5)‏ التسليم بأن الله -تعالى- سميع، عليم، خبير، بصير، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء‏.‏‏
(6)‏ الإيمان بأن الله -تعالى- هو خالق كل شيء، وأنه جعل للإنسان عينين ولسانا وشفتين، ووهبه عقلا وإرادة حرة يختار بهما طريق الخير أو طريق الشر، ودعاه إلى فعل الخيرات، وإلى ترك المنكرات، ووعده بحساب وجزاء عادلين في الآخرة‏.‏
‏(7)‏ اليقين بأن الذين آمنوا بالله -تعالى- ربا واحدا أحدا، فردا صمدا، بغير شريك، ولا شبيه، ولا منازع، ولا صاحبة ولا ولد، وآمنوا بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة فإن مصيرهم إلى الجنة خالدين فيها أبدا، وأن الذين كفروا بالله -تعالى-، وكذبوا أنبياءه ورسله، وأنكروا بعثة خاتمهم أجمعين، وتطاولوا عليه وعلى القرآن الكريم فإن مصيرهم إلى النار خالدين فيها أبدا‏.‏

من الإشارات العلمية في سورة "البلد":
‏(1)‏ الإشارة إلى خصوصية مكة المكرمة‏.‏
(2)‏ التأكيد على أن التناسل هو السنة التي وضعها الله -تعالى- من أجل إعمار الحياة على الأرض‏.‏‏
(3)‏ الجزم بخلق الإنسان في كبد، أي‏:‏ في مشقة وشدة‏.‏‏
(4)‏ التلميح إلى الإعجاز في خلق كل من عيني الإنسان وبقية جهازه البصري، وخلق لسانه وجعله قادرا على البيان، وفي دقة بناء شفتيه‏.‏‏
(5)‏ التلميح إلى ما وهب الله -تعالى- الإنسان من عقل يميز به بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وإرادة حرة يختار بها ما يريد، وعلى أساس اختياره يحاسب حسابا دقيقا، وذلك بقوله -تعالى-‏:‏ "وهديناه النجدين" ‏[البلد‏:12].‏‏
(6)‏ الإشارة إلى شيء من طبائع النفس البشرية في حالات الإيمان، والكفر، والكرم والبخل،والقوة والضعف‏.‏‏
(7)‏ التعبير عن شدة نار جهنم بوصف أن تلك النار مؤصدة، أي‏:‏ مطبقة مغلقة‏.‏

       وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلى معالجة خاصة بها؛ ولذلك فسوف أقصر حديثي في المقال القادم إن شاء الله على النقطة الرابعة من القائمة السابقة التي جاءت في الآيات‏[8‏: ‏10] من سورة "البلد"‏.‏